اهتم الإسلام بالنظافة بمفهومها الواسع؛ فهي جزء من حياة المسلموطابع لا غنى له عنه، وقد سبق الإسلام في ذلك النظم البشرية كلها. والنظافة التيجاء بالاهتمام بها الإسلام على ضربين: نظافة حسية ونظافة معنوية. فعلى المسلمالاعتناء بالنظافة على قسميها؛ ففيها السعادة الدنيوية والأخروية. عنه، ولقد كانرفع الحرج وإحلال الطهر والنقاء من القواعد والمعالم التي جاءت بها شريعة الإسلام: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُلِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة:6] وقد جاءت هذه الحكم والقواعد والأسرار في ختام آية الأمر بالوضوء فيسورة المائدة، تنبيهاً لما لهذا الحكم العظيم من آثارٍ في حياة المسلم. وقد قسَّمأهل العلم الطهارة إلى مراتب:-1 الطهارة الحسية: وهي طهارة الظاهر من الأحداثوالأنجاس والفضلات، وقد جعل الإسلام هذه المرتبة، جزءاً من حياة المسلم، وطابعاً لاغنى له عنه، وعملاً لا ينفك منه في اليوم والليلة، ويتولى الوضوء الشرعي كبر هذهالمرتبة، وفيه من الأجر العظيم والثواب الجزيل أضعاف ما له من الآثار الحسنة علىنظافة المسلم، فقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم سبباً لمحو الخطايا ورفعةالدرجات, قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياهمن جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره }.بل قد جعل المصطفى صلى الله عليه وسلم الطهورشطر الإيمان،ومن مظاهر عناية الإسلام بطهارة الظاهر: إيجابه الاغتسال عند حدوثموجباته، كالجنابة، والحيض والنفاس بالنسبة للمرأة، كما شرع الإسلام الاغتسال فيحالاتٍ: كالجُمع والأعياد، والإحرام، وحضور الاجتماعات العامة، ومن ذلك حثه علىالتطيب، والسواك والختان، وأخذ الزينة عند حضور المساجد والصلاة. كما مدح سبحانهأصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه وتعالى: ( فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَأَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِين) -2 الطهارة المعنوية :ولها ثلاثة مراتب: -1: طهارة الجوارح من الذنوب والآثام. -2: طهارة القلب منالأخلاق المذمومة والرذائل الممقوتة. -3: تطهير السريرة عما سوى الله سبحانهوتعالى.
وهذه المراتب الثلاث، هي في الطهارة المعنوية، طهارة الباطن، التي هيالقاعدة والأساس، فلا خير في حسنٍ ظاهر، مع فسادٍ باطن، وكم من جميل منظره خبيثٌمخبره.